رواية انتقام اثم الفصل الرابع عشر 14 بقلم زينب مصطفي


 رواية انتقام اثم الفصل الرابع عشر 14 بقلم زينب مصطفي


جلست كاملة هانم بارتباك في سيارة قاسم التي يقودها بنفسه وبسرعة شديدة وهو يتجاهلها ويتجاهل الألام المبرحة التي يشعر بها من أثار العملية الجراحية التي قام بها مؤخرا وهو يجري أكثر من مكالمة هاتفية مع رجاله و رجال شركة الحراسة الخاصة المسئولة عن حراسته يعطيهم بيانات ملك ويطلب منهم سرعة البحث عنها. 


قاسم بصرامة  : 

=أنا عاوزكم تدورو عليها في كل مكان وتسخرو كل رجالتكم و إمكانيتكم في إنكم تلاقوها ميهمنيش التكاليف ولا الفلوس .. الميزانية مفتوحة أهم حاجه عندي إنكم تلاقوها وبسرعة. 


ليتابع وهو يشعر بندم شديد  : 

=هي ملهاش مكان ولا قرايب ممكن تلجأ لهم مفيش غير مرات أبوها ودي عايشة في العزبة بتاعتنا في الفيوم ابعتو حد يتأكد من انها ممكن تكون هناك او على الاقل تكون اتصلت بيها او تكون عارفة مكانها المهم تدورو في كل حتة ومتستبعدوش اي مكان الا لما تدورو فيه مرة و إتنين وتلاتة وإدوني تقرير بكل اللي هتوصلوله. 


ليتابع بغضب وهو يجيب محدثه  : 

=اكيد عاوز أعرف مكان رأفت .. بس الاولوية عندي هي ملك وسلامتها وانها ترجع و بسرعة .. لكن رأفت ده حتة صرصار هعفصه بجذمتي بس لما أفوق له الاول. 


ليتابع بتوعد غاضب : 

=خليه يهرب ويفتكر انه بأمان وقدر ينجى بنفسه بس كل ده ميهمنيش لاني وفي كل الاحاول هجيبه وهدفعه تمن كل اللي عمله أضعاف مضاعفة. 


ثم أغلق الهاتف بغضب شديد وهو يزيد من سرعة سيارته

لتنقضي أكثر من ثمانية ساعات وقاسم يبحث عن ملك بجنون في كل الاماكن التي من الممكن ان تلجأ لها .. مستشفيات اقسام بوليس فنادق كبيرة وفنادق رخيصة محطات الاتوبيسات والمترو ومحطات القطارات لم يترك اي مكان قد تلجأ اليه او أي شئ ممكن تستخدمه في محاولاتها للهروب منه الا و بحث عنها فيه وهو يتلقى من رجاله الذين يبحثون عنها تقارير على مدار الساعة بأخر ما توصلو له من معلومات. 


ليشعر بالخوف والندم الشديد يتأكله وهو يتذكر كل ما فعله بها حتى انقضى الليل في بحثه الملهوف عليها وظهر نور الصباح على استحياء دون حصوله على اي نتيجة تذكر ..


نظرت كاملة هانم له بتعب وهي تفكر بحيرة  : 

=انا مش فاهمة حاجة .. هو خايف عليها و لا عاوز ينتقم منها و لا ايه بالظبط كلامه كله مع رجالته ملخبط ومش فاهمه منه حاجة. 


لتقرر الحديث معه بعد ان اتعبها جلوسها في سيارته لساعات  : 

=كفاية يا قاسم أنا تعبت من التدوير عليها انت لسه عاوز منها إيه … بلغ عنها البوليس وهو يتصرف معاها يسجنوها و لا يعد”موها حتى المهم تبعد عنك وخلاص. 


لتتابع وهي تربت على كتفه بتعاطف  : 

=الأشكال إللي زي دي تنساها وترميها ورا ضهرك دي اشكال مبيجيش من وراها غير المو”ت والخراب وأديك شفت بنفسك بعد ما إتسببت في مو”ت سامح أبني كانت عاوزه تقت”لك انت كمان علشان تستولي على كل ثروتنا لنفسها. 


نظر لها قاسم بغضب الا انه لم يجيبها وهو ينفض يدها عن كتفه بعن”ف ويقول بغضب مكتوم  : 

=ياريت تبطلي تتكلمي عن ملك بلاش حسابك يتقل معايا اكتر من كده. 






شهقت كاملة بخوف  : 

=حساب ..حساب ايه يا قاسم انا مش فاهمه حاجه  ! 


قاسم بغضب وهو يزيد من سرعة سيارته ويتجه الى طريق مصر اسكندرية الصحراوي  : 

=دلوقتي هتفهمي كل حاجه ..


نظرت كاملة من نافذة السيارة وهي تلاحظ انتشار الرمال والصحراء من حولها لتقول بخوف  : 

=إحنا رايحين فين  ! 


قاسم بصرامة  : 

=رايحين الفيلا اللي كان سامح وملك عايشين فيها. 


شهقت كاملة بخوف وهي تستشعر وجود كارثة وراء ذهابهم الى هناك  . . لتقول بخوف  : 

=ليه هنروح هناك ليه  ! 


نظر لها قاسم بقسوة وهو يقول بوعيد  : 

=دلوقتي هتعرفي .. دلوقتي هنعرف كلنا يا كاملة هانم. 


لتبتلع كاملة ريقها بخوف وهي تشعر باقتراب قاسم من اكتشاف كل الحقيقة. 


في نفس التوقيت..


فتحت ملك عينيها بتعب لتجد نفسها نائمة على فراش قديم في غرفة لا تعرفها .. نظرت حولها بدهشة وهي تحاول النهوض بخوف الا ان يد منعتها لتستمع لسيدة كبيرة في العمر يبدو عليها الطيبة تقول بحنان وبصوت عالي  : 

=حمد الله على السلامة .. يارجاء .. يا رجاء ..تعالي بسرعة صحبتك فاقت. 


نظرت لها ملك بدهشة وهي تتأمل المكان الذي يبدو عليه الفقر الا انه يتمتع بالنظافة الشديدة لتقول بارتباك : 

=أنا ..أنا فين..! 


ليأتيها صوت مرح من فتاة شابة في أواخر العشرينيات من عمرها تتمتع بجمال مريح للعين تقول براحة  : 

=حمدالله على السلامة .. إيه يا قمر أخيرا فوقتي خضتينا عليكي. 


نظرت ملك لها بدهشة وهي تتعرف عليها فهي الممرضة التي كانت ترافق الطبيب في غرفة قاسم أثناء الاعتد”اء عليها والتي أنقذتها فيما بعد وهربتها في سيارتها. 


ليتعالى صوت السيدة الاخرى وهي تقول بأسف  : 

=ربنا ينتقم منهم ولاد الحرام اللي عملوا فيكي كده وبهدلوكي بالشكل ده..


لتتابع بأسف  : 

=عشان كده بفضل كل يوم حاطه إيدي على قلبي لحد ما رجاء ترجع من الشغل ماهي زيك كده برضه بترجع وش الفجر وببقى خايفة عليها حد يعمل فيها زي ما عملو فيكي كده ..


لتتابع بأسف وهي تتأمل وجه ملك المغطى بالكدمات والجروح  : 

=إديني يا بنتي رقم تليفون أهلك أكلمهم علشان أطمنهم عليكي زمانهم هيتجننو من قلقهم عليكي. 


إنسابت دموع ملك بحزن لتلاحظها رجاء التي قالت بمرح وهي توجه والدتها لخارج الغرفة  : 

=كفايه كلام لحد كده يا أم رجاء وروحي إعملي للغلبانة دي فرخة بلدي وشوية شوربة من إيديكي الحلوين دول يرمو عضمها زي ما الدكتور ما قال و لا عاوزاها تقول علينا بخلا. 


شهقت ام رجاء وهي تقول بلهفة وهي تخرج من الغرفة وتتوجه للمطبخ بسرعة  : 

=عندك حق انا مش عارفة مخي راح فين نص ساعة والاكل هيكون جاهز. 


أغلقت رجاء باب الغرفة وراء والدتها وهي تبتسم بحنان ثم توجهت الى الفراش الذي ترقد عليه ملك وجلست على طرفه وهي تقول بجدية  : 

=ودلوقتي بقينا لوحدنا .. ممكن تقوليلي إنتي حكايتك إيه و الراجل ده كان بيضربك ليه ومخلي رجالته يدورو عليكي ويطاردوكي بالشكل ده  ! 


صمتت ملك وهي تنظر لها بخوف وارتياب ..


تنهدت رجاء وهي تقول بجدية  : 

=بصي انا جازفت بحياتي وبشغلي وانا بنقذك من ايد ناس انا مش فاهمة هما بيطاردوكي ليه واظن من حقي اعرف حكايتك ايه خصوصا ان الناس الىي بيطاردوكي دول ناس تقال قوي المستشفى كلها كانت واقفة على رجل علشانهم. 


لتتابع وهي تتابع امتقاع وجه ملك الصامت باهتمام  : 

=إحكيلي ومتخافيش لو مظلومة انا هساعدك. 


انسابت الدموع بصمت على وجه ملك وهي تدير وجهها للجانب الاخر ترفض الحديث. 


رجاء بأسف  : 

=خلاص انتي حرة انا كنت عاوزة أساعدك بس طالما مش عاوزة تتكلمي يبقى براحتك ..


لتتابع بتساؤل  : 

=مش عاوزه تتصلي بحد من أهلك زمانهم قلقانين عليكي  ! 


إنسابت دموع ملك وهي تقول بصوت مبحوح ومتعب وهي تحاول النهوض الا انها فشلت بسبب تعبها الشديد  : 

=أنا ماليش حد .. وانا متشكرة على اللي عملتوه معايا وهقوم أمشي حالا كتر خيركم لحد كده  . 


منعتها رجاء من مغادرة الفراش وهي تقول بجدية  : 

= قايمة رايحة على فين انتي لو خرجتي بالشكل ده هتقعي من طولك ويا عالم في حد هيلحقك ولا لاء دا غير الناس الي شفتهم بيضر”بوكي لو عترو فيكي اكيد هيخلصو عليكي. 


لتتابع بجدية وهي تتأمل بأسف وجه ملك المتورم و الممتلئ بالجرو”ح والكد”مات  : 

=انتي هتقعدي هنا لحد ما تخفي وبعدها اعملي اللي انتي عاوزاه أنا مش مستعدة اشيل ذنبك لو جرالك حاجة. 


ثم تركتها وتوجهت لوالدتها في المطبخ وهي تقول بجدية  :   

= بصي ياماما أنا مضطرة أسيبك معاها لوحدك و اروح أخلص ورق سفري عشان محمد خلاص مبقاش مستحمل امبارح كلمني واتخنقنا سوى علشان قولتله ان لسه قدامي شهر على أما أسافر له.. 


حاولت ام رجاء مداراة دموعها عن ابنتها وهي تقول بكسرة  : 

=يعني خلاص يا رجاء هتسافري وتسيبيني لواحدي. 


احتضنتها رجاء وهي تقول بحزن  : 

= اعمل ايه ماهو على يدك محمد من يوم ماتجوزنا وهو مش لاقي شغل وانا شغلي في المستشفى كان مؤقت والنهاردة هروح استلم اخر مرتب ليا عندهم والعقد اللي جاله في السعودية ده هو اللي انقذنا. 


لتتابع بحنان وهي تمسح دموع والدتها  : 

=بس أوعدك اول لما الاقي شغل ليا انا كمان وأظبط أموري هناك هبعت أخدك على طول. 


إبتسمت والدتها وهي تقول بحنان  : 

=ربنا يا حبيبتي يكتبلك الخير كله انتي وجوزك ويفرجها عليكم ..






لتتابع بمرح وهي تمسح دموعها  : 

=احنا هنقلبها نكد و لا ايه يلا روحي خلصي اللي وراكي وسيبيني اخلص الطبيخ اللي ورايا علشان المسكينة اللي جوة دي تلحق تاكل لقمو تئاوتها. 


رجاء بقلق  : 

=بصي يا ماما احنا منعرفش حاجة عنها والحذر واجب برضه خدي بالك من نفسك ومتديش أمان وخلي التليفون في ايدك لو حصل منها حاجه اتصلي بيا على طول. 


ربتت ام رجاء على كتف ابنتها بحنان  : 

=متخافيش دي شكلها غلبانة وطيبة وملهاش حد روحي انتي شوفي اللي وراكي ومتخافيش. 


نظرت لها رجاء بقلق وهي تغادر وتقول بارتياب  : 

=ربنا يستر .. بس برضه خدي بالك من نفسك. 


ام رجاء بطيبة وهي تقوم باعداد الطعام  : 

=حاضر يا بنتي بس خدي بالك انتي من نفسك. 


غادرت رجاء وأغلقت الباب خلفها بتوتر وهي لا تشعر بملك المنهارة في نوبة من اليأس والالم و البكاء الشديد استمرت حتى غابت عن الوعي مرة أخرى. 


في نفس التوقيت..


نزل قاسم من سيارته برفقة كاملة هانم التي يعتريها الخوف والقلق امام الباب الداخلي الموحش للفيلا الصحراوية التي كان تسكنها ملك وسامح قبل وفا”ته. 


دخل قاسم للفيلا سريعا و قد تفاجأ بباب الفيلا وأنوارها المفتوحة وكأن من تركها قد تركها على عجل ليقف فجأة وهو يتأمل بشمئز”از وذهول  .. بهو الفيلا المطلي بالكامل باللون الاحمر القاني وأثاثه الاحمر الغريب الشكل. 


ليتجول في المكان وهو يشعر بالصدمة من غرابة الألوان والديكورات المنفرة والكريهة حتى وصل الى غرفة المكتب التي تشبه البهو بجدرانها المطلية باللون الاحمر والمفروشه بأثاث احمر اللون مقز”ز..


قاسم وهو يتأمل المكان بذهول  : 

=هو ايه اللي كان بيجرى هنا بالظبط  ؟ 


كاملة هانم وهي تنظر لقاسم بخوف  : 

=معرفش .. تلاقيها تقليعة غريبة من اللي كان سامح بيعملهم. 


استشعر قاسم كذبها ليقول بصرامة وهو يتوجه للطابق العلوي  : 

= هنشوف..


ليتفاجأ بأن الطابق العلوي يماثل الطابق السفلي باللون الاحمر الطاغي على كل شئ .. الاثاث الغريب الشكل ، المفروشات الحمراء الغريبة .. الصور الابا”حية السا”دية الحمراء المعلقة بجوار رؤوس الحيوانات المحنطة والمعلقة فوق الجدران و بجانبها انواع غريبة من الاسلحة وألات التعذ”يب. 


شعر قاسم بانقباض صدره وكأنه لايستطيع التنفس وهو يدرك شيئاً فشيئا ان سامح ابن عمه كان غير متزن نفسياً ليتشعب بداخله شعور بالندم على كل مافعله بملك وهو لا يتخيل كيف إستطاعت العيش معه و في رقعة الد”ماء المقز”زة هذه  . 


قاسم وهو يحدث نفسه بذهول  : 

=ملك كانت متحملة تعيش هنا إزاي  ! 


كاملة باندفاع وكراهية  : 

=هو مش كان بيتها .. ما يمكن ده زوقها وهي اللي اختارت تفرش الفيلا بالشكل ده. 


نظر لها قاسم بقسوة و استنكار وهو يقوم بفتح احدى الغرف المغلقة ويقول بصرامة  : 

=كاملة هانم .. أنا أكتر واحد عارف ملك وعا…..


قطع كلماته وهو يشعر بالذهول يتملكه وهو يتأمل الغرفة ذات الرائحة النتنة والممتلئة بأدوات التعذ”يب الملطخة بالد”ماء و الجدران و الارض الحمراء الممتلئة ببقع د”ماء جافة وبجانب الحائط فراش كبير مغطا بالحرير الاحمر منثور حوله العديد من قطع الملابس الد"اخلية النسا"ئية. 


جذب قاسم يد كاملة بغضب مجنون وعقله لا يستوعب مايراه  : 

=هو ايه اللي كان بيجرى هنا بالظبط .. انطقي. 


ابتعدت كاملة عنه بخوف وهي تتأمل الغرفة برهبة  : 

=معرفش .. وانا ايه اللي هيعرفني .. انا…انا عمري ما جيت هنا. 


تنفس بعمق وهو يحاول استعادة هدوئه والتحكم بأعصابه وهو يتأمل الغرفة بدقة وتصميم على كشف كل ما كان يجري هنا وهو يتذكر كلمات ملك التي كتبتها في الخطاب الذي تركته له  : 

=الحقيقة كلها هتلاقيها عند كاملة هانم و في الفيلا اللي كنت عايشة فيها انا وسامح. 


نظرت كاملة له بخوف وهي تراه يفتش الغرفة بدقة شديدة لتشهق بدهشة وهي تراه يتحسس رأس تمثال كبير من النحاس موضوع في منتصف الغرفة حتى عثر على كاميرا صغيرة جدا مزروعة بداخل عيني التمثال تصور كل ما يحدث داخل الغرفة  . 


قاسم بقسوة  : 

=كنت متأكد انه بيصور كل اللي بيحصل هنا بس السؤال فين الفديوهات اللي صورها  ! 


ليتابع البحث مرة أخرى بدقة حتى وجدته يرفع لوحة مقز”زة معلقة فوق حائط الغرفة ويظهر خلفها خزانة صغيرة مغلقة. 


تنهد قاسم وهو يقول بقسوة  : 

=أخيرا…


ليرتفع فجأة رنين هاتفه وأجاب عليه وهو يتحسس الخزانة يفكر في طريقه لفتحها. 

قاسم بجدية  : 

=وصلتم .. ادخلو الفيلا بس محدش يطلع الطابق اللي فوق .


لينظر لكاملة التي تنظر له بتوتر وخوف بقسوة  : 

=انا اللي هنزل لكم انا وكاملة هانم. 


ثم اغلق الهاتف وهو يشير لها بجدية  : 

=اتفضلي انزلي قدامي. 


ابتلعت كاملة ريقها بتوتر وهي تنزل معه للاسفل لتجد طاقم الحراسه الجديد يقف في بهو الفيلا في انتظار قاسم الذي قال بصرامة وهو يشير لأحد الحرس  : 

=سلاحك …


ناوله الحارس السلاح باحترام و دون ان يتكلم .. اشار قاسم لكاملة وهو يصعد مرة أخرى للاعلى  : 

=خدو كاملة هانم خلي حد يرجعها الفيلا في القاهرة. 


ليتابع بتأكيد  : 

=انا قدامي ساعة بالكتير وهخلص وهرجعلك تاني .. وساعتها هنتحاسب و اللي له حق هيخده. 


ثم تركهم وصعد الى الغرفة مرة اخرى وهو ينظر حوله بشمئز”از ثم توقف فجأة امام الخزنة المحفورة في الحائط وصوب سلا”حه بغضب على قفلها الاتوماتيكي واطلق رصاصاته نحوها اكثر من مرة حتى انهار القفل و استطاع فتحها. 


ليتنهد بغضب وهو يجد عشرات من كروت الذاكرة الخاصة بكاميرا الفيديو موضوعه بداخل الخزانة ليضعهم فى جيبه وقد اشتعل فضوله وهو ينظر حوله بحثا عن مكان يجلس فيه الا انه تراجع وهو ينظر للمكان باشمئز”از ويقرر النزول سريعا لغرفة المكتب. 


في الاسفل


دخل قاسم الى غرفة المكتب ثم أغلق بابها خلفه جيدا

وهو يشعر ان اعصابه تكاد تفلت منه وهو يكاد يختنق من شدة توتره ليجلس سريعا على احدى المقاعد ويبدء في وضع اول كارت للذاكرة بداخل هاتفه ويبدء في المشاهدة..





في نفس التوقيت…


دخلت رجاء الى منزلها و أغلقت باب المنزل بع”نف وهي تقول بلهفة خائفة  :

=ماما .. ماما انتي فين! 


خرجت ام رجاء الى ابنتها بسرعة وهي تقول بدهشة  : 

=في ايه يا رجاء بتزعقي كده ليه ! 


تنهدت رجاء براحة وجرت الى والدتها تحتضنها بقوة وهي تقول  : 

=الحمد لله .. كنت خايفة المجر”مة دي تكون عملت فيكي حاجه. 


ثم تركتها فجأة و توجهت بغضب الى الغرفة التي تنام بها ملك واقتحمتها وسحبت ملك النائمة بعن”ف شديد من الفراش وألقتها أرضاً وهي تقول بغضب شديد  : 

=قومي يلا من هنا فارقينا وبطلي تمثيل مش ناقصين مصايب. 


لتتابع بغضب  : 

=انا عرفت كل حاجه عنك بلاويكي وعن اجر”امك. 


شهقت ام رجاء بخوف وهي تتجه الى ملك التي وقعت أرضاً وهي تبكي بصمت تحتضنها وهي تقول بغضب  : 

=ايه اللي بتعمليه ده يا رجاء انتي اتجننتي. 


حاولت رجاء سحب ملك من بين احضان والدتها وهي تقول بغضب  : 

=إوعي يا ماما سيبيها خليها تغور من هنا مش ناقصين مصايب. 


ارتفع صوت ام رجاء بغضب وهي تبعدها عن ملك المنهارة في البكاء  : 

=سيبي المسكينة دي في حالها وفهميني في ايه بالظبط. 


نظرت رجاء لملك بغيظ  : 

=اللي بتقولي عليها مسكينة دي وإللي انا جازفت بحياتي وانا بهربها من الناس اللي كانو بيجرو وراها .. مجر”مة وقتا”لة قت”لة  .. كانت داخلة المستشفى تق”تل واحد من الواصلين اوي وعلشان كده كانو بيضر”بوها والحرس بتاعه كان بيطاردها. 


شهقت ام رجاء وهي تنظر لملك بصدمة  : 

=الكلام اللي بتقوله ده صحيح ! 


رجاء بغضب  : 

=انتي لسه هتسأليها .. انا كنت النهاردة في المستشفى عشان اقبض بقية مستحقاتي وكانو مكتمين على الموضوع وكأن مفيش حاجه حصلت  ..  لكن الدكتور اللي كان معايا وهما بيضربوها هو اللي حكالي على كل حاجه. 


قاطعتها ملك وهي تحاول النهوض و تقول بتعب ودموعها تسيل على وجهها بالرغم عنها  : 

=انا .. انا همشي من هنا ومتشكرة أوي على كل اللي عملتوه معايا. 


ام رجاء بغضب  : 

=استني هنا رايحه فين .. الكلام اللي بتقوله ده صحيح انتي حاولتي تقت”لي حد في المستشفى زي رجاء ما بتقول  ؟ 


رجاء بغضب  : 

=انتي لسه هتسأليها ياماما أكيد هتكدب طبعا  !! 


ام رجاء بصرامة وهي تساعد ملك على النهوض من على الارض وهي تشير لرجاء بالصمت : 

=إنتي تسكتي خالص انا مش صغيرة وياما شفت في حياتي وأقدر اعرف الكدب من الصدق وأفرق بينهم كويس. 


ثم أشارت لملك بجدية  : 

=وانتي إحكيلنا حكايتك ايه بالظبط والكلام اللي بتقوله رجاء ده حقيقي انتي حاولتي تقت”لي حد ! 


صمتت ملك وهي تشعر بالتردد على الرغم من شعورها بالارتياح لهم الا انها تخاف من إفشاء سرها لهم. 


لتشعر ام رجاء بتردد ملك في الحديث فقالت بهدوء تستحسها على الكلام : 

=قولي اللي عندك يا بنتي ومتخافيش اي كلام هتقوليه سر في بير محدش هيعرفه مهما حصل..


لتتابع وهي تنظر اليها بتعاطف : 

=الواد الي حاولتي تقت”ليه ده غرر بيكي ومرداش يتجوزك وعشان كده حاولتي تقت”ليه ؟ 


لتتابع بغضب  : 

=ان كان ده الةي حصل يبقى يستاهل القت”ل ألف مرة هي بنات الناس لعبة  . 


شهقت ملك وهي تقاطعها بلهفة  : 

=ايه اللي انتي بتقوليه ده .. قاسم مستحيل يعمل اللي بتقولي عليه ده … دا جوزي وانا محولتش أقت”له زي ما هي بتقول. 


لتتابع بيأس ودموعها تتساقط  : 

=دا انا أفديه بعمري. 


جلست رجاء على مقعد مقابل الفراش وهي تقول بدهشة  : 

=جوزك .. يا مصيبتي ..حاولتي تقت”لي جوزك  ! 


إنهارت ملك في البكاء وهي تقول بغضب  : 

=انا محاولتش اقت”له .. انتي ليه مش مصدقاني  ! 


ربتت ام رجاء على كتف ملك وهي تقول بهدوء  : 

=إحكي يا بنتي .. إحكي واحنا هنسمعك ولو كنتي صادقة في كلامك هنساعدك وهنقف معاكي ..


نظرت ملك لها بتردد ثم حسمت ترددها وقررت ان تحكي لهم كل ماجرى لها فهي تشعر باطمئنان وراحه نحوهم ونحو ام رجاء بطيبتها وحنانها المتدفق. 


لتبدء في سرد قصتها وسط دموعها وتعاطف وذهول أم رجاء وابنتها ودموعهم التي انسابت على الرغم منهم. 


في نفس التوقيت..


شاهد قاسم العديد من الافلام التي سجلها سامح قبل وفا”ته والتي تشترك جميعها في انها افلام متو”حشة يظهر فيها سامح و برفقته العديد من النساء وتشترك ايضا في الظهور ملك في العديد منها لكن الفرق هو ظهورها وهي تعذ”ب بسا”دية على يد سامح جلدا بالسو”ط وهي الطريقة المفضلة لسامح في تعذ”يب ملك فهو يجل”دها بشدة وهي مقيدة حتى تنزف وتغطي الد”ماء كامل جسدها وهو يشعر بالسعادة وهو يراها تبكي وتصرخ من شدة الالم حتى تغيب عن الوعي ثم يعيدها لوعيها مرة أخرى عن طريق صفعها وركلها بشدة على وجهها وجسدها. 


تساقطت دموع قاسم بالرغم عنه وهو لا يصدق ما يراه أمامه من بشاعة وقسوة تعرضت له ملك على يد ابن عمه المجنون سامح ليشعر بطع”نة قاسية من الألم في داخله وهو يشعر بالغضب الشديد و بانقباض قلبه من شدة الالم وشعور قاسي بالعجز يتملكه وهو يعرف ان غريمه قد ما”ت ولن يستطيع الانتقام منه لما فعله بها. 


ليصرخ فجأة بصوت غاضب عالي شديد من شعوره بالعجز عن الانتقام لها  : 

= اااااه .. اه يا ابن الكلب لو لسه عايش كنت دوقتك العذا”ب ألوان وخليتك تتمنى المو”ت متلقهوش وانا بطلع قلبك من جواك بإيدي وانت حي وعرفتك معنى العذ”اب الحقيقي يبقى إزاي. 


ليتابع بغضب  : 

=بس إنت مو”ت .. مو”ت و نفدت بجلدك من اللي كنت هعمله فيك .. مو”ت ومش هقدر أخد حقها منك.


ليصرخ فجأة بغضب عن”يف وهو يضر”ب بيده زجاج المائدة الموضوعة امامه بعن”ف فتحطم وترك يده تنزف الا انه تجاهلها وهو يضغط على نفسه بعن”ف و يشاهد فيلم أخر وجده مسجل في الكاميرات الموضوعة خارج المنزل تظهر اخر يوم لسامح وهو على قيد الحياة و هو يطارد ملك بالخارج بجنون ويحاول قتلها الا انها نجحت في الفرار منه عن طريق الهروب بسيارة لخارج الفيلا الا انه استمر في مطاردتها بسيارة أخرى و يتوقف التصوير لابتعادهم عن الفيلا. 


نهض قاسم بع”نف وهو لايصدق كمية الاجر”ام التي مورست في حق ملك ليقول بغضب حارق مجنون  : 

=يا ابن الـ..* يا ابن الـ..* يا مجنون .. إزاي انا كنت غبي كده وصدقت كل الكذب اللي كنت بتقوله ليا ..ازاي.. مخي كان فين وانا بصدق كل الكذب والتمثيل اللي مثلته عليا .. ازاي ما كشفتش جنونك ده قبل كده! 


ليتابع بيأس غاضب  : 

=ازاي شاركت في تعذيبها تاني على ذنب هي معملتهوش .. ازاي كنت غبي بالشكل ده! 


ليغمض عينيه وهو يقول بغضب  : 

=اه لو كنت قدامي دلوقتي كنت قت”لتك ألف مرة ومرة جزاء اللي عملته فيها وبرضه مش هيشفي غليلي منك .. 

وانتي يا ملك ليه محكتيش ليا من الاول ليه تستني لما كل حاجه تتعقد وانا بعذ”ب فيكي وفي نفسي وكل دقيقة بقضيها معاكي كنت بحس اني بخون فيها ابن عمي إللي كنت فاكره في مقام أخويا ..


ليتابع بألم شديد وهو يجلس بيأس على المقعد  : 

=ليه يا ملك ..ليه معرفتنيش الحقيقة  ، ليه تسيبيني اعمل كده فيكي ليه.


ليغلق عينيه وهو يرجع رأسه للخلف ويحدث نفسه بيأس  : 

=أكيد بعد كل اللي عملته فيها واللي شافته مننا بقت بتكرهني وبتكره اليوم اللي شافتني فيه .. أكيد هتحاول تبعد وتهرب بعيد عن كل الأذى اللي شفته على إديا و على إدين الحيوان اللي كانت متجوازاه. 


ليتابع بحزن  : 

=كلنا أذيناكي وإستغلينا ضعفك .. انا كاملة رأفت سامح .. كلنا غلطنا في حقك بس وحياتك عندي وحياة كل

دمعة نزلت من عينك وكل ألم إتألمتيه هاخدلك حقك وأنتقم لك من اي حد كان السبب في ألمك ونزول دموعك وأولهم أنا ..هاخدلك حقك مني وأنتقملك ..بس ألاقيكي الاول. 


ليفتح عينيه المحمرتين من شدة الغضب والالم وهو يقول بتصميم  : 

=هلاقيكي ياملك حتى لو كلفني ده عمري كله هلاقيكي وهرجعك لحضني من تاني. 


ثم رفع هاتفه و اتصل على الحرس الخاص وتحدث معهم ليقول بإيجاز  : 

=انا عاوز عندي هنا حالا عشر جراكن بنزين كبار .. نص ساعة و يكونو عندي. 


ثم اغلق الهاتف دون انتظار رد وهو ينظر حوله بكراهية و إشمئزاز و ينتظر تنفيذ تعليماته. 


في نفس التوقيت ..


إحتضنت أم رجاء ملك المنهارة في البكاء بعد ان نتهت من رواية قصتها لهم وهي تبكي هي الاخرى وتقول بحزن  : 

=يا حبيبتي يا بنتي دا انتي شوفتي عذ”اب وظلم يهد جبال. 


اقتربت رجاء تحتضنهم وهي تبكي هي الاخرى وتقول بحزن : 

=انا أسفة متزعليش مني بس انا لما سمعت انك كنتي بتحاولي تقت”لي حد في المستشفى خوفت منك وكنت عاوزة ابعدك بسرعة عننا علشان المشاكل. 






رفعت ملك وجهها اليها وهي تقول بتأكيد  : 

=انا كده او كده كنت همشي من هنا  ، انا بس حكيت ليكم علشان اطمنتلكم وحسيت قد ايه انتو ناس طيبين. 


رجاء بإصرار  : 

=بطلي كلام فارغ انتي هتقعدي هنا لحد ماتخفي وتشوفي انتي هتعملي ايه. 


لتتابع بخوف  : 

=دا زمان جوزك قالب عليكي الدنيا علشان بنتقم منك ..


لتبتلع ريقها بخوف  : 

=دا ممكن لو لاقاكي يقت”لك دول ناس ظالمة وقادرة. 


شعرت ملك بالخوف وشحب وجهها بشدة وهي تتذكر ردة فعل قاسم القاسية نحوها وهو يعتقد انها حاولت قت”له بعد ان خانته مع رأفت. 


لتقول بصوت مرتعش خائف : 

=أنا …انا هحاول اهرب واختفي في اي مكان او محافظة بعيدة علشان ميلاقنيش. 


الا ان ام رجاء قالت بإصرار  : 

=اسمعي يا بنتي .. انتي هتقعدي معايا هنا ومش هتروحي في اي حتة لا دلوقتي ولا بعدين.


لتتابع بتأكيد  : 

=احنا ساكنين في حارة قديمة في منطقة شعبية عشوائية زي ما بيقولو محدش سمع عنها ولا هيجي في بال حد انه يدور عليكي فيها. 


مسحت ملك دموعها وهي تقول باعتراض : 

= بس..


ام رجاء مقاطعة وهي تربت على كتف ملك بحنان : 

=انا مش هقبل رفض منك .. رجاء بنتي هتسافر لجوزها السعودية وانا هقعد هنا لوحدي على الاقل تونسيني ولا ايه يا رجاء. 


ابتسمت رجاء بحنان وتعاطف : 

=دي تنورنا يا ماما. 


تنهدت ام رجاء براحة وهي تقول لملك : 

=وانتي يا ملك قولتي ايه هتقعدي معايا تونسيني ولا مش عاوزه تقعدي مع واحدة عجوزه زيي. 


انسابت الدموع من عين ملك وهي تحتضن ام رجاء بحب : 

=انتي بتقولي ايه دا انا كل ما بشوفك بحس اني شايفة امي الله يرحمها. 


ابتسمت ام رجاء وهي تقول بارتياح  : 

=يبقى كده اتفقنا .. انتي هتعيشي معايا هنا و اللي هيسأل عليكي هقول انك بنت المرحومة اختي وجاية تعيشي معايا بعد ما ابوكي هو كمان اتوفى ومبقاش ليكي حد. 


هزت ملك رأسها بايجاب وهي تبتسم وموعها تنساب بالرغم عنها وام رجاء تعيد احتضانها من جديد وهي تبتسم براحة  . 


في نفس التوقيت..


وقف قاسم يتابع بقسوة ألسنة النيران التي ارتفعت عاليا في السماء وهي تلتهم الفيلا الصحراوية حتى اتت عليها بالكامل و اصبحت عبارة عن كتلة من الرماد الاسود المشتعل .. ليمد يده الى جيبه ويخرج المموري كارد المسجل عليها مجموعة الافلام المخلة التي شاهدها من قبل وقذفها بشمئز”از وكراهية بداخل النار لتذوب سريعا وتحترق داخل أتون النيران المشتعلة بالفيلا. 


ثم قال بغضب لرئيس حرسه الجديد  : 

=محدش يطفيها .. كل ما تطفي ولعوها تاني لحد مايبقاش ليها اثر على وش الارض. 


لينظر للنيران المشتعلة بتصميم  : 

= خليها تطهر القذ”ارة اللي كانت بتحصل هنا. 


ثم ركب سيارته عائدا وهو كله تصميم على ايجاد ملك وتعويضها عن كل العذاب الذي تعرضت له ومعاقبة كل من أذاها وأولهم كاملة هانم زوجة عمه…


______________


♕ يتبع ♕

♡ الفصل الرابع عشر ♡

•• زينب مصطفى  . 

#إنتقام_آثم 🦋🖤


               الفصل الخامس عشر من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×